البيروقراطية و الفساد

البيروقراطية و الفساد
     لقد فتحت البيروقراطية الباب على مصراعيه لكافة أشكال الفساد الإداري، ليتأكـد للمواطن أن أقصر مسافـة بين نقطتين ليست مطلقـاً خـطـاً مستقيماً!، بل هي الخـط المنبعـج، أو المتعرج، أو الحلزوني!.
     فإذا كان عنصر الاسـتدارة مسـتمد من طبيعة كروية الأرض التي نحيا عليها؛ فإنه و من باب المواءمة؛ يجب أن نستدير معها! و هي و إن تعددت أوجهها بين ليل و نهار، وجب أن تتعدد أوجهنا مثلها!... فالوجه المظلم الكئيـب يظهـر لمن يحاول التعامـل مع البيروقراطية وفقاً للنظرية الهندسية ذات الخط المستقيم اللعين! أما الوجه الآخر فهو وجه (نهاره أبيـض، وزى الفـل و لهلوبة) يعكس أشـعة شموس الاستغلال و الرشوة و المحسوبية!.
     تلك الأشـعة الاصطناعية التي يلين بها الحديد و يتحول بقدرة قادر إلى حلقة من المطاط المرن الذي يتمدد؛ فيتحول من فتحة أضيق من خرم الإبرة، لا تستطيع نملة أن تعبره، إلى اتساع نفق ضخم يمر خلاله بسلام الفيل أبو زلومـة، و الحوت الكبير، و السيد قشطه! ثم لا تلبث أن تعود الحلقة للانكماش سريعاً، لتلسـع الحمامة البريئة، عقاباً لها على جهلها بعلوم الفهلوة و الدوارة و (الهندزة) أيضاً!.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نُشر مقالي هذا في باب (عاجل مع الشكر) بجريدة الوفد العدد {3994} بتاريخ 12/2 1/1999 صفحة 7